التواصل الاجتماعي
يُعد من السمات الرئيسية للتوحد عدم قدرة الأطفال التوحديين على التفاعل مع الآخرين أو التواصل معهم بفعالية. تظهر هذه الصعوبات بشكل واضح خلال الثلاثين شهرًا الأولى من حياتهم. في هذه المرحلة العمرية المبكرة، يكون الخلل في النمو الاجتماعي ومهارات التواصل لافتًا للنظر، حيث يعاني هؤلاء الأطفال من قصور في استجابتهم واهتماماتهم تجاه الناس ويميلون إلى الانعزال.
![]() |
تكون هذه السمات ظاهرة منذ الطفولة من خلال رفضهم للعناق أو الاحتضان، وعدم التواصل البصري مع الآخرين (Eye Contact)، وكرههم الشديد للتواصل الجسدي والانفعالي. ويشمل الخلل الاجتماعي جوانب عديدة، مثل ضعف التواصل اللفظي وغير اللفظي، وتكرار الكلام أو السلوكيات غير الطبيعية. حتى إن وجد لديهم تطور في النمو اللغوي، فإنهم لا يستخدمون هذه المهارات في التواصل الاجتماعي المعتاد، مثل المشاركة في المحادثات.
لكي يكون الشخص مقبولًا اجتماعيًا، يتطلب الأمر امتلاك مجموعة من المهارات الاجتماعية التي تتطور مع تقدم العمر. تشمل هذه المهارات اللعب مع الآخرين، التعبير عن الانفعالات، استخدام محادثات توكيدية، والشعور بالحاجة إلى التفاعل مع الآخرين.
بداية التواصل لدى الأطفال
يبدأ التواصل لدى الأطفال بالصراخ والبكاء، مما يساعدهم على ضبط بيئتهم الاجتماعية. ومع مرور الوقت، يبدأ الأطفال في تقليل البكاء ويصدرون أصواتًا متنوعة. يتعلمون التواصل من خلال ملاحظة اللغة وتقليد ما يسمعونه ويرونه.
يتدرب الأطفال على الأصوات التي تشبه الحروف في لغتهم الأم، ثم يتحولون تدريجيًا إلى كلمات وجمل. يتم هذا التواصل عبر طريقتين أساسيتين:
- اللغة الاستقبالية (Receptive Language): وهي القدرة على فهم الكلمات، الرموز، والإيماءات.
- اللغة التعبيرية (Expressive Language): وهي القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر من خلال الكلمات والجمل.