التواصل الاجتماعي للأطفال التوحديين

التواصل الاجتماعي للأطفال التوحديين

تُعتبر القدرة على التفاعل والتواصل الاجتماعي من أبرز السمات التي تتأثر سلبًا لدى الأطفال التوحديين. هذه الصعوبات في التواصل يمكن ملاحظتها في مختلف المراحل العمرية. فبعض الأطفال التوحديين الرضع يميلون إلى تجنب التواصل البصري، وقلة التفاعل مع الأصوات البشرية، كما يظهرون كأنهم غير مبالين بالعواطف ويقل لديهم التعبير عن مشاعرهم. (Demire, Valbona, 2004: 2619)

تعد عملية التواصل الاجتماعي معقدة للغاية بالنسبة للأطفال التوحديين، إذ إنها تتطلب منهم معالجة كم هائل من المعلومات في وقت قصير، وهو ما يصعب عليهم فهمه وتطبيقه. (وفاء الشامي، 2004: 181)

غالبًا ما يجد الأطفال التوحديون صعوبة في التفاعل مع الآخرين بسبب القصور في مهارات التواصل الاجتماعي واللعب الضرورية لتنمية علاقاتهم مع أقرانهم. (Prendeville, JA. Et al, 2006: 21)

منذ بداية الحياة، قد يفتقر الطفل التوحدي إلى إشارات التواصل الاجتماعي الطبيعية مع والديه أو من يقوم برعايته، وقد يظهر ضعفًا كبيرًا في هذه المهارات. لا يتواصل الأطفال التوحديون بصريًا، ولا يظهر لديهم الخوف من الغرباء أو البكاء عند تركهم في سن مبكرة. ومع تقدم العمر، تعزله سلوكياته المتكررة، مثل الرفرفة والهز، عن محاولة التفاعل مع الآخرين. (Andrews, Siri, Martin, 2004: 538)

كما أن الاستجابة الانفعالية للأطفال التوحديين قد لا تكون مرتبطة بالموقف، فقد يضحكون أو يبكون بدون سبب واضح. (Lantz, Jahanna, F. 2005: 175)

في عمر السنتين، يعد غياب اللغة أو ضعفها من الأعراض المميزة للتوحد. الأطفال التوحديون قد لا يُظهرون أصوات المناغاة، وقد تختفي بعض الكلمات فجأة بعد أن تظهر. (Botteher, Mendy, Anne, 2004: 135)

بحلول السنة الثالثة، تصبح مشكلة اللغة أكثر وضوحًا، حيث تكون اللغة لدى الطفل التوحدي فقيرة، وإذا كان هناك كلام، فإنه يكون متكررًا أو سطحيًا ولا يستخدم للتعبير عن الرغبات. (Pierson, Melinda, R. & Glaeser, Barbara, 2005: 279)

في سن الخامسة، تصبح صعوبة التواصل اللفظي أكثر تعقيدًا، حيث أن الأطفال التوحديين غالبًا ما يعانون من عدم القدرة على استخدام اللغة للتعبير عن احتياجاتهم، ويميلون إلى تقليد الأصوات والنغمات التي يسمعونها دون فهم حقيقي لها. (إبراهيم الزريقات، 2004: 178)

مهارات اللعب لدى الأطفال التوحديين

اللعب هو جزء أساسي من نمو الطفل الطبيعي، حيث يساعد في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي واللغة والسلوكيات الملائمة. ومع ذلك، يواجه الأطفال التوحديون صعوبة كبيرة في اللعب بجميع أشكاله، سواء كان ذلك في اللعب الفردي أو التفاعلي مع الأقران، وخصوصًا في الألعاب الرمزية أو التخيُّلية. (Boutot, E. Amanda, 2005: 258)

الأطفال العاديون يظهرون قدرات كبيرة في فهم الانفعالات وتعبيرات الوجه، وهو ما يفتقده الأطفال التوحديون، إذ أشارت العديد من الدراسات إلى وجود صعوبات كبيرة لديهم في التعرف على التعبيرات الوجهية والانفعالات. (Schultz, Robert, 2005: 125)

جداول سمات التواصل الاجتماعي

جدول (2-2): سمات التواصل الاجتماعي من الميلاد حتى 18 شهرًا

العمر	سمات التواصل الاجتماعي
من الميلاد حتى 18 شهرًا	تجنب التواصل البصري. مقاومة الاحتضان من الآخرين. تأخر أو غياب الابتسام. تصلب الجسم عند حمله. نقص في التواصل غير اللفظي. رفض محاولات التواصل من الآخرين. ضعف في تقليد الإيماءات. تأخر أو غياب الكلمات الأولى. اللعب منفردًا وعدم الاهتمام بألعاب الآخرين.

جدول (2-3): سمات التواصل الاجتماعي من 18 شهرًا حتى 4 سنوات

العمر	سمات التواصل الاجتماعي
من 18 شهرًا حتى 4 سنوات	الفشل في أخذ الدور. لغة متأخرة. عدم القدرة على فهم اللغة. استخدام لغة غير مألوفة (لغة خاصة). الترديد المتكرر للأصوات أو الكلمات (المصاداة). بالإضافة إلى سمات المرحلة السابقة.

جدول (2-4): سمات التواصل الاجتماعي بعد 4 سنوات

العمر	سمات التواصل الاجتماعي
أكثر من 4 سنوات	افتقار لمهارات التقليد. معاملة الأفراد كأشياء. عدم الوعي بمشاعر الآخرين. مقاومة أو رفض العواطف الجسدية مثل القبلة أو الاحتضان. افتقار للاستجابات الانفعالية والاجتماعية المناسبة. استعمال محدود للغة التعبيرية. الفشل في المبادرة بالمحادثة. استخدام الضمائر بشكل غير مناسب. التحدث بنبرة صوت غير مألوفة. استخدام كلمات أو تعبيرات غريبة. بالإضافة إلى سمات المراحل السابقة.

إرسال تعليق