تشخيص اضطراب التوحد
أهمية التشخيص
تشخيص اضطراب التوحد يُعتبر من العمليات الصعبة التي يواجهها المختصون وأولياء الأمور. يعود ذلك إلى غياب العلامات الجسدية أو البيولوجية التي تدل على الإصابة. لهذا، يتطلب التشخيص الدقة في التقييم لتحديد إصابة الطفل باضطراب التوحد.
أهمية التشخيص في التربية الخاصة
يؤكد الروسان (2002) أن قياس وتشخيص الأطفال غير العاديين يمثل أمرًا بالغ الأهمية في مجال التربية الخاصة، حيث يُعتبر خطوة حاسمة للمساعدة في توجيههم إلى البيئة التربوية المناسبة والبرامج التعليمية المناسبة لهم.
معايير تشخيص التوحد
منذ أن وضع كانر معايير التشخيص للتوحد عام 1943، قام العديد من العلماء بتحديد محكات ومعايير إضافية، منها معايير العالم روتر ونقاط كريك التسعة.
معايير كانر لتشخيص التوحد
- سلوك انسحابي وانطوائي شديد مع عزوف عن التواصل مع الآخرين.
- التمسك الشديد بمقاومة أي تغيير في الروتين اليومي أو الملبس أو البيئة المحيطة.
- ارتباط غير عادي بالأشياء مقابل عدم ارتباط واضح بالناس، بما في ذلك الأهل.
- قدرات غير عادية في بعض المجالات مثل الرسم أو الموسيقى تظهر على فترات قصيرة.
- حالات البكم أو استخدام لغة غير مفهومة للتواصل.
محكات الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع (DSM-IV-TR)
وفقًا لجمعية الأطباء النفسيين الأمريكية، يعتمد التشخيص على عدة محكات، منها:
- قصور نوعي في التفاعل الاجتماعي.
- قصور في التواصل اللغوي واللفظي.
- أنماط سلوكية نمطية ومتكررة.
التشخيص الفارقي لاضطراب التوحد
يتطلب التشخيص الفارقي مقارنة سلوك الطفل التوحدي مع سلوك الأطفال الذين يعانون من اضطرابات أخرى مشابهة، مثل الإعاقة العقلية أو اضطرابات اللغة والكلام.
الفرق بين التوحد والإعاقة العقلية
- الطفل التوحدي يُظهر تباينًا في مظاهر النمو، بينما الطفل المعاق عقليًا يتأخر في جميع الجوانب بشكل متساوٍ.
- يتفوق الأطفال المعاقون عقليًا على التوحديين في المهارات اللغوية والاجتماعية.
- الأطفال التوحديون أقل تفاعلًا مع الآخرين وأكثر انسحابًا.
- التوحديون أقل عدوانية وأكثر نشاطًا زائدًا مقارنةً بالمعاقين عقليًا.
الفرق بين التوحد واضطرابات اللغة
الأطفال الذين يعانون من اضطرابات اللغة لا يُظهرون نفس الصعوبة في الاستجابة للمثيرات الحسية كما هو الحال لدى الأطفال التوحديين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأطفال ذوي اضطرابات اللغة استخدام وسائل بديلة للتواصل، مثل لغة الإشارة، بينما يجد الأطفال التوحديون صعوبة في ذلك.
الفرق بين التوحد والفصام
تظهر بعض جوانب الاختلاف بين الفصام والتوحد في فترة ظهور الاضطراب، حيث يتم تشخيص الفصام نادرًا في مرحلة الطفولة المبكرة، بينما يمكن تشخيص التوحد في هذه الفترة.
أنواع اضطرابات طيف التوحد
تم تحديد خمسة أنواع رئيسية ضمن اضطرابات طيف التوحد وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات الذهنية (DSM-IV-TR):
- اضطراب التوحد
- متلازمة أسبرجر
- اضطراب ريت
- اضطراب الانتكاس الطفولي
- اضطراب نمائي شامل غير محدد
جدول مقارنة بين أنواع اضطرابات طيف التوحد
الإضطراب | عمر الظهور | الذكاء العملي | مراحل النمو الأولى | جوانب التأثر | النتائج |
---|---|---|---|---|---|
اضطراب التوحد | قبل السنة الثالثة | من فوق المتوسط إلى تخلف ذهني شديد | تأخر واضح في السنة الأولى في 75% من الحالات | ثالوث الأعراض | تتراوح النتائج بين ضعيفة إلى ممتازة |
متلازمة أسبرجر | قبل أو بعد السنة الثالثة | ذكاء متوسط أو أعلى | بدون تأخر في الكلام أو المهارات الإدراكية | صعوبات في التبادل الاجتماعي ونطاق محدود من الاهتمامات | جيد جدًا إلى ممتاز |
أدوات تشخيص وتقييم التوحد
تشخيص التوحد يتطلب استخدام مجموعة من الأدوات والاختبارات التي تساعد في تقييم جوانب النمو المختلفة، بما في ذلك الجوانب الاجتماعية واللغوية والسلوكية. هذه الأدوات تشمل الاختبارات التالية:
مجموعة اختبارات التقييم الشخصي
- قائمة تشخيص التوحد (Autism Diagnostic Interview): تُستخدم هذه القائمة في مقابلات تشخيصية لتحديد الأعراض الخاصة بالتوحد من خلال استجواب الأهل أو الأشخاص المقربين من الطفل.
- استمارة الملاحظة لتشخيص التوحد قبل الكلام (Paralinguistic Autism Diagnostic Observation Schedule): تُستخدم لملاحظة سلوكيات الأطفال الذين لم يتعلموا التحدث بعد، ويتم تقييمهم بناءً على سلوكهم الاجتماعي وتفاعلهم مع البيئة.
- مقياس التقدير للتوحد الطفولي (Childhood Autism Rating Scale): أداة ملاحظة تهدف إلى تقييم سلوك الطفل بناءً على عدة فئات، بما في ذلك التفاعل الاجتماعي والاتصالات والتواصل اللفظي وغير اللفظي.
مجموعة اختبارات تقويم النمو
- المخطط النفسي التعليمي (Psycho Educational Profile): هذا الاختبار يستخدم لتقييم القدرات التعليمية للأطفال التوحديين أو ذوي اضطرابات النمو. يشمل تقييم القدرات الإدراكية، الحركية، الاجتماعية، واللغوية.
- مقاييس النمو لجنوب كاليفورنيا: تُستخدم هذه المقاييس لتقييم النمو الاجتماعي، المعرفي، والحركي للأطفال التوحديين لتحديد مستوى التأخر في الجوانب المختلفة.
- قائمة النمو المبكر لبرانكس (Brigance Inventory of Early Development): أداة تهدف إلى تقييم مظاهر النمو من الولادة وحتى سن السبع سنوات، بما في ذلك اللغة والنمو الحركي والقدرات الأكاديمية.
أهم المراحل والاختبارات التشخيصية لاضطراب التوحد
1) مرحلة التعرف السريع على الطفل التوحدي
تتم هذه المرحلة على خطوتين: الأولى هي ملاحظة الآباء والأمهات لبعض السلوكيات غير الاعتيادية لدى الطفل مثل ضعف النمو اللغوي أو الاجتماعي، والمرحلة الثانية هي تأكيد هذه المظاهر من خلال عرض الطفل على فريق متخصص يتضمن عدة مختصين مثل طبيب أطفال وأخصائي نفسي وأخصائي علاج النطق.
2) اختبارات التقييم الشخصي
تشمل هذه المجموعة من الاختبارات استمارات الملاحظة وقوائم التقييم التي تُستخدم لتحديد السلوكيات النمطية والمظاهر الخاصة بالتوحد من خلال ملاحظة الطفل في بيئات مختلفة.
3) اختبارات أخرى لتقويم النمو
تشمل هذه الاختبارات المخطط النفسي التعليمي واختبارات النمو المبكر التي تُستخدم لتقييم القدرات العقلية واللغوية والجسدية للطفل. تهدف هذه الاختبارات إلى تحديد مدى تأخر الطفل في هذه المجالات مقارنة بأقرانه.
4) أدوات التقييم السلوكي
تشمل هذه الأدوات قوائم السلوك التي تُستخدم لملاحظة الطفل وتقييم استجابته في مواقف مختلفة. يتم تسجيل ردود فعل الطفل تجاه المواقف الاجتماعية والتفاعلات الحسية، وتحديد مدى توافق سلوكه مع معايير التوحد.
5) أدوات أخرى لتقييم اللغة والتواصل
تشمل هذه الأدوات اختبارات اللغة التي تهدف إلى تقييم قدرة الطفل على استخدام اللغة بشكل فعّال سواء في التفاعل الاجتماعي أو في التعبير عن احتياجاته. يتم فحص القدرة على التواصل اللفظي وغير اللفظي، وتحديد مدى تأخر الطفل في هذه الجوانب.
6) اختبارات الذكاء والقدرات العقلية
تشمل هذه المجموعة من الاختبارات أدوات تقيس مستوى الذكاء والقدرات العقلية لدى الطفل التوحدي، مثل اختبارات ستانفورد-بينيه، ومقياس وكسلر للذكاء. يتم استخدام هذه الاختبارات لتحديد مدى تأخر الطفل في الجانب العقلي مقارنة بالأطفال الآخرين.
7) التقييم الأكاديمي
يهدف هذا التقييم إلى قياس المستوى الأكاديمي للطفل التوحدي في مجالات مثل القراءة، والكتابة، والحساب. يُستخدم لتحديد ما إذا كان الطفل يحتاج إلى دعم إضافي في مجالات التعليم الأكاديمي.